 |
|
جادو المركز
لعل القاريء يستعجب من عدم ظهور قبيلة جادو البربرية بنفس المظهر والحضو لذى تمتعت به من قبل قبائل الهوارة الأمازيغية فى صعيد مصر , وذلك الحجم الهائل والمؤثر فى مجريات الحياة المصرية عبر السبع قرون السابقة الذى انفردت به الهوارة هناك والتى بلغ تعدادها وبقبائلها الثلاثين قرابة الخمسة ملايين نسمة حاليا , ومرجع هذا الحضور والثقل هو هجرة هوارة بأعدادكبيرةومنظمةفى اطار قبلى , ودخولها فى صراعات مع الحكام المماليك وغيرها من القبائل العربية فى مصر مما مكنها بعد هجرات عديدة من التمركز فى الصعيد واعتراف الحكام بما تحت أيديهم من أراضى , كما أدى اقامتهم التحالفات مع جيرانهم من العرب واعتراف كل منهم بالأخر الى بسط نفوذها وسيطرتها على الصعيد كله حتى وصل فى يوم من الأيام الى تزعمهم كل قبائل الصعيد فى العصر العثمانى وظهور زعامة تلريخية لهم ممثلة فى شيخ العرب يوسف بن همام لذى انتسب الى الأشراف ولا زال احفاده الى الآن لهم مكانة فى محافظة سوهاج وعضوية نقابة الأشراف حتى أن البعض يتسأل كيف وهم هوارة ينسبوا الى آل البيت !!! وقد حاول النسابة الاجابة على هذا السؤال دون جدوى ويبدو أن الهمامية كانوا فى الأساس أشرفا ودخلوا فى حلف لهوارة الكبير المكون من قبائل عربية وبربرية وعائلات شريفة احتفظت كلها بلقب الهوارة فى الصعيد اكدت بعض الوثائق التاريخية تعود الى العصر العثمانى وهى عبارة عن عقود بيع وشراء لبيوت واراض أجراها احد الأجداد منذ مائتى عام, مكتوب فيها اسم العائلة ( جاده) بالتاء المقفولة ولو راجعت أصل معنى جادو فى موسوعة ويكيبديا لوجدته من معانيه ( جادت الأرض) بالتاء المفتوحة اذن حدث تحور لحرف التاء من المفتوح الى المقفول مع ضم الهاء والتى مع الزمن انقلب حرف الهاء الى الواو , ونفس هذا التحور حدث مع أفراد جادو (فساطو)فى ليبيا وهذا يعطى مدلولا على وجود نوع من التواصل بين أفراد جادو فى مصر وأصولهم فى جبل نفوسة وهناك من يقول بسبب تسمية جادو الى مدينة جادو أو هادو فى الأراضى المغربية والواقعة تحت الاحتلال الاسبانى الى الآن ونعود من جديد للحديث عن قبيلة جادو أو جاده أو فساطو بالبربرية وكنت قد تحدثت عن الارتباط بين هذه الكلمات الثلاث فى النطق , وهى السبب المباشر فى الربط ين القبيلة فى جبل نفوسة والعائلات المعروفة بلقب جادو فى مصر وفلسطين وسوريا والحجاز والسؤال الآن هل من وجود رابط مشترك يجمع بين هذه المسميات والألقاب والاجابة أن من المؤكد وجود رابط بينها وفى راى الشخصى هو عبارة عن سلسلة من الهجرات الصامتة التى أغفلها التاريخ والمؤرخون من جبل نفوسة الى هذه البلاد فى المشرق نزلت أولا بمصر ثم الشام والحجاز واستقر العدد الأكبر فى مصر لما كانت ولاتزال تتمتع به من اعتدال الهواء وخصوبة الأرض ولكن لعدم وجود وحدة عضوية بين هذه الهجرات ذابت فى المجتمع المصرى وتخلى أمازيغ جبل نفوسة عن عزلتهم فى بلادهم واندفعوا فى الذوبان فى مجتمع مصر تلك البوتقة التى صهرت الكثير من الجماعات البشريةوالاثنيات العرقية ولم يحتفظوا سوى باللقب الذى ورثوه الى أبنائهم فى شهادات النسب عبر السنين والآن تجد أحفادهم يتركزون فى محافظات كثيرة أشهرها الفيوم والشرقية والغربية والاسكندرية والدقهلية بالاضافة الى العاصمة القاهرة وليس من الصدفة أن تجد شوارع تسمى باسم جادو وقرى وعزب يطلقون عليها نفس اللقب دون علم لأهلها عن أصل التسمية ومصدره بل يذهب البعض الى التوهم بأنه أسم محرف لجاد واضيف اليه حرف الواو !!! وفى تقديرى الشخصى أن عدد من ينسبون الى جادو فى مصر يصل الى 250000نسمة على أقصى تقدير , وبالطبع عدد قليل اذا ما قورن بقبائل الهوارة فى الصعيدو التى فى هجراتها< احتفظت بكيان بشرى لها مترابط يعتمد على الكثرة العددية وروح القبيلة فيما بينها لذا عاشت واستمرت الى الآن وتضاعفت الى 5 ملايين نسمة حريصون على اسم قبيلته طوال هذه السنين ولم يغفلها التاريخ ولا المؤرخون وكان لها الدور المؤثر على مجريات الحياة فى الصعيد , وفى الصعيد ينقسم الناس الى صنفين عرب وهوارة وبخاصة فى سوهاج واذا قلت لهوارى ياعربى ظن أنك تشتمه والعكس صحيح !!!!:54: وكثيرا ما تحدث المنازعات بين الطرفين والتى خفت حدتها الآن بعد انتشار التعليم والعودة الى الاسلام من جديد . |
| ألرئسية |
| عناوين األاخبار |
| صور وكاريكاتير |
| مواقع مهمة |
| مقالات |
| إتصل بنا |
